أناسي عاديون أو شائعون:
عودة الصحة الإبداعية إلى حبيب قلبي تشارلي بروكر!
الموسم السابع من المرآة السوداء يبدأ بقوة. الحلقة الأولى جاءت بتقييم عالٍ جدًا، تخطى الثماني نقاط وأكثر.
موجز القصة:
أماندا، معلمة في مدرسة ابتدائية، متزوجة من ميك الذي يعمل لحّام أوكسجين. الزوجان من الطبقة الوسطى الدنيا، يكافحان بصمت، أقرب ما يكونان إلى الطبقة الفقيرة، ولكن "ماشيين بالستر".
تتعرض أماندا لعارض صحي مفاجئ. يكتشف الأطباء إصابتها بورم في الجزء الأعلى من الدماغ، مع تأكيد أن مصيرها هو الموت أثناء الغيبوبة.
تدخل شركة أدوية على الخط، وتقترح حلاً غريبًا: إزالة الورم، مع تحميل الذاكرة العالقة فيه إلى سحابة إلكترونية تابعة لها، عبر أبراج تبث هذه الذاكرة إلى وعي أماندا التالف. ولكن الخدمة تكلف 300 دولار.
يبدأ ميك وأماندا رحلة كفاح مريرة لتأمين تكلفة الخدمة، لأن أماندا من دونها ستعود إلى الغيبوبة. الأبراج تغطي المنطقة التي يعيشان فيها فقط.
مع مرور الوقت، تتوسع الخدمة لتشمل كل الولايات المتحدة، ولكن السعر يرتفع إلى 800 دولار. ولو خرجت أماندا عن نطاق تغطية البلدة، ستسقط فورًا في غيبوبة، وسيخسران كل شيء.
ميك، المحب المخلص، يلجأ إلى موقع تحديات عبر الإنترنت (يشبه تحديات تيك توك)، حيث يقوم بأعمال مهينة لكسب المال: يشرب بوله، يقلع أسنانه، ويفعل كل ما يطلبه الجمهور من أجل تأمين الاشتراك الأوسع لأماندا.
يهين نفسه ويُذلّ كرامته من أجلها.
لاحقًا تكتشف أماندا أنها تنطق بكلمات غريبة لم تخطر ببالها من قبل، لتدرك لاحقًا أن الخدمة السحابية قد بدأت تسيطر على عقلها، وتستخدمه للترويج لإعلانات لشركات أخرى: قهوة، سجائر، عسل، سيارات، خدمات فندقية...
ثم تتطور الأمور نحو مسار تراجيدي بشع، يلتهم حياة الزوجين بالكامل.
تحليل شخصي:
الرأسمالية تفرغ كل شيء من معناه.
أنت تتحول إلى "شيء"، تعيش مرحلة التشيؤ الكاملة، ثم تنتقل إلى مرحلة الأداتية، وفي النهاية تصبح سلعة تبيع نفسك وتُباع للآخرين.
قداسة الإنسان يتم تفريغها بالكامل أمام هذه الآلة الجبارة التي تُدعى الرأسمالية، ونحن نعيش ذروة توحشها، خاصة بعد أزمة 2008.
الحلقة مؤذية ومؤلمة، ولكنني سعيد بعودة تشارلي بروكر إلى سابق عهده: إنسانياً شرساً في دفاعه ضد الأتمتة والتشيؤ والتسليع، مع احترام الإنسان ككيان له كرامته، وليس كشيء.
تقييمي للحلقة: عالٍ جداً.
وسأواصل مشاهدة بقية الحلقات، ولكن هذه أحببتها كثيرًا رغم مأسوية النهاية.
عودًا حميدًا تشارلي... استمر أيها الجميل.